تهنئة

التحقت بمدرسة الجناة
فقط لتجنى على حياتي
وتبعثر أقلامي وتطيح بكلماتي

أهنئك فتهنئتي لا تكفيك
بلا سأدق الطبول وأعلن
عن مولد كائن برى جديد
كائن لم يتعلم بعد الرحمة
لم يتعلم بعد الحب
هو جامح
وجموحه قاسى

أهنئك جميلتي في كل لحظة
ألاف المرات
أهنئك على افتراسك لأحلامي
فقد زرعتين ببراعة ألامي

أهنئك فأصبحت عيوني
لا ترى سوى دموعي
وأصبحت أنفاسي لا تتنفس
سوى رحيق خداعك
لا تأبهين سأسال احد ضحاياك
ربما يزودني بترياق الأفاعي

امشي أترنح هنا وهناك
فجرحك سكرني أثقلني
أذلني في القلب جرحني
وبين الضلوع سكن فصرعني
وفى العيون استقر فأعماني
أهنئك

اقتـراح

أقترح أن نلتقي فيكى
أن نلتقي خلف الخلجان
أن نلتقي في الأحلام
تقولين احبك وعلى شفتيك أنام

أقترح أن نلتقي في ليلك
أعود بك إلى عالم الأفلام
واطرح جسدي في سكون فوقك
أعشقك فوق السفح واحبك على الرمال

اقترح أن آخذك إلى مدينه
أنتي فيها مدينتي
أن اكتب على الأشجار
أنى أحب أمراه لا تنام

اقترح أن نفتح الأبواب المغلقة
ونوصد الحزن بأقفال زمنيه
مفاتيحها ضائعة
أن نكتب على الصخر
نحب الحياة كما احبك يا مالكه

اقترح أن أطارحك الغرام
في مساء سمائه ملأته النجوم
أو عند احد المعابد أو احد الأهرام
ارسم نقشا فرعونيا من جسدك ليدوم
ليخلدني التاريخ انه في يوم كان فنان

اقترح أن نسير مئات الأميال
نتعب ونتعب ولكن لا ننام
اقترح أن اظمأ لشهور
وترويني شفتاك
ويروي قصتي العاشقين
لعصور

اقترح أن نرحل من خلف القضبان
نحطم السجون الشرقية
ونرقص على موسيقى غربية
وعند فجر يوم جديد
احبك من جديد
أعشقك من جديد
بأدوات ليست عادية
ليست كأمس
سيدتي أنا فقط اقترح

اذهبى وانسينى

لا تسالين لا تحاولين
لا تغضبين لا تصرخين
فقد حان الوقت لأمشى
فلقد تعبت وضاق بى الحال
وافزعنى دموع صدري
لا تهرولين ورائي
فرجوعي صار مستحيل
لا تبكي وتبكي
فدمعي لم يعد يسيل
لا ترسمين أحلاما
والحلم معك لم يعد جميل
أتنازل عن عرشي نعم
أتنازل ولن يرهقني الندم
سأستكين تحت إحدى الأشجار
لن يهمنى برد ولا وجع شمس النهار
سأحترق مع مدفأتى
سأحترق واحترق حتى أصير نار
سأحرق معى ذكرياتي
فانا لن أعلن الفرار
فانا فقط تعبت
سأعود الى دياري الآن
أعود بلا خوف
أعود باطمئنان
لا تتعبين العينين ولا الذكريات
فقط انسيني وقولي حب مات
او فشل او انسحب أو تنازل
قولي ما تشائي بأي من اللغات
فلم تعد تعنيني قصتك
فقد أصبت بجمود
لم تعد يعنيني هجرك أو عودتك
فقد حطمني الغموض
اذهبي وانسيني

ذرة تراب

كان يزعجنى صوتها صباحا عندما كان يدهشه هو الاخر
ردة فعلى من سقوط كلمة احبك على مسامعي
كان يقتلني ذكريات هادئة وسط عاصفة مستقبليه
تسالنى دائما ماذا سيحدث ؟
وكان ما يزعجنى فى السؤال كامل مكمل هو حرف السين
بما يحمل من ظلام وستار من الغموض فى عالم بلا قوانين
نعم اعلم ان عالمى بلا قوانين فان عالمى بلا حكام بلا مبادىء
بلا امراه عالم تجرد من مظاهر الحياه
فعالم بلا امراه هو عالم تقتلك السين فيه الاف المرات
تبعثرك فيه الاسئلة ملايين المرات
عالم بلا امراه هو عالم ممل بلا اساله مهمه
بلا لمس بلا امل
عالم جاف عالم بلا حاضر فانت فيه ذرة تراب سحقت
تحت اقدام الماره
فلا تتسائل وتمنى ان من تسحقك هى انثى
ولك الحق حينئذ ان تقول سحقتنى امراه

سأعود كما كنت

ساعود كما كنت
ساعود الى سابق عهدى
ساقلع قلبى من بين اعضائى
سانثر وهجى ونيرانى
ساكون حاكم لا يبالى
ساتسلق على الوجدان
واحطم مئة كيان وكيان
سامشى بلا خوف بلا فزع
بلا رهب بلا امل فقط سابعثر
فقط سانشر الدموع فى الوجدان
والالام فى القلب والقسوة فى كل مكان
لن اترك عذراء فى مدينتى
لن يحتل احد ملكيتى
لن احب فى زمن اوجاع
لن املك قلبى لامراه ترتدى قناع
سافتح ادراجى والبس اقنعتى
واحرق ذكرياتى
واجمد خاطرتى
ساتجمل فى لوح بارد كدمية عيد الميلاد
ساكون سراب شبح يحضر فى القلوب
يقنع ويتملك وفى لحظة يذوب
سيروى قصتى دموع ضحاياى
وسيكتب تاريخى فى صفحات السفاحين والاشرار
ساكون خوف ورعب لكل امراه فى البرارى
وفى الصحراء وفى جوف البحار
ساعود كما كنت

اللهيب

فى رهب غريب تسمرت عيونى على سماء بعيده
بلا سابق انذار وقعت دموعى كطفل شريد باحث عن مأوى
عدت للوراء مقلبا فى مذكراتى دون هدف
فى سكون قطعت الذكريات وما ادهشنى ان دموعى كانت تزيد
مختلطه بابتسامه احدى الشفتين فى تعجب غريب
اشعلت النيران فيما تبقى من ذكريات كامله فى صفحات
اصطدمت بزوال امطارى جففت جسدى ومازالت الذكريات وسط اللهيب
نظرت بسخرية يالها من حياه
تحترق سنينى فى لحظات
ويزول الدمع من فعل اللهيب

أتعلم يا رجل

جاء لياخذك من احضانى
ليغتصب حقى ليكون هو جانى
جاء من بين كل االنساء
واختار امراتى
فانه وبلا وعى يمزق الكبرياء
جاء ليحرقنى ليصهرنى
ليغرقنى ليحرمنى ليرمينى ويعصفنى
يغرس خنجرا فرعونيا فى جوف قلبى
يشوه ما تبقى لى من احساس يا دمعى
الا تعلم يا رجل
اننى احبها حتى الهذيان
فهى فى الدم والعروق والشريان
هى من كتبت تاريخى
هى من سحقت حواجر القلب
وصارت هى فى مفكرتى كل التواريخ
اتعلم يا رجل
انها ممكلتى وكيانى
انها امراتى وعنوانى
انها انثى لعشقها انا صرت معبد
يزورنى العشاق ايام وليالى
فى عشقها انا صرت اسطورة
عشق وتفانى
فهى لى لحن واغانى
ورقص وامانى
هى عصفورتى هى طفلتى
هى اميرتى هى حلوتى
هى غصن الزيتون فى عالمى الحزين
هى ماء يجرى ما بين العينين
وشمس اشرقت على ليلى الطويل
اتعلم يا رجل
انك وبلا وعى تمزقنى الى الاف الاجزاء
اتعلم ان طلبك احرقنى بعنف بهدوء
ونثرنى بين الارجاء
اتعلم ياهذا انك اسلت دمعى وحرقت فؤادى
اتعلم يا رجل
انك لو اجتمعت انت وعالم اخر كعالمك
ان يحبوا مثلما احببت امراتى
لو جمعت المقاتلين من سلف العصور
والهائمين بالعشق والمتشردين من الحب
وجمعت الخلائق من وسط البحور
فلن تحبوها مثلما احبها
لن تحسوها مثلما احسستها
لن تعرفوها مثلما عرفتها
اتعلم يا رجل
ان الحب وردة وهى وردتى
وان العشق حياه وهى حياتى
وان البوح كلام ولكنه فى ملفاتى صمت
فاصمت ولا تاتى اصمت فقط واذهب
لانك لاتعلم ولن تعلم

لو كنت بين يديكى الآن

لو كنت بين يديكى الان
لصنعت من جسدك عقد
تفنن كلوحه فى كل الاركان
لو كنت بين يديكى الان
لنحت تفاصيلى فى سكنه الليل
فى جنون وابتسامة وحنان
لو كنت بين يديكى الان
لبحرنا سويا الى هناك
الى جزيرة بلا بشر
بلا كلام
فقط نحن الكلام ونحن البشر
لو كنت بين يديكى الان
لقلت لك او همست او صرخت
اننى احبك الف مرة والفين
اقولها ولن يقول الفؤاد تعبت
لو كنت بين يديكى الان
لمحوت ذاكرتى
فيكفينى ان تكونين حاضرى ومستقبلى
وان اشتقت للماضى فارسمى انتى ذاكرتى
لو كنت بين يديكى الان
لعبرت بك البحور
وحطمت رجولتى
كنا هرولنا جرينا
كنا بالمشاعر تصافينا
وبالايدى تعانقنا
وبالاعين تهامسنا
لو كنت بين يديكى الان
لتهت فى بحار مغربية
ونقشت اسمينا على جبال حجرية
وخلدت الحب فى ليالى رعدية
يا امراه لعبت بافكارى
تعالى نزهو على ورق الوردات
نلهو نلعب مع الفراشات
فانتى فراشتى
لو كنت بين يديكى الان
لتبخرت الاحاسيس فى كل مكان
من قوة احساسى
وبقى احساسى
فانت امراه ضاعت فى جوانحها حواسى
لو كنت بين يديكى
لاغمضت العينين
وفى جوف الليل
افعلي ما اردتى
فانتى مالكتى وانت مدرستى
فلا تحرمينا من نكون نحن والعشق
فى موعد وثلاثه ومائتين
لو كنت بين يديكى الان
لعزفت على اوتارك الحانى
وزرعتك وردة فى بستانى
وكتبت اسمك عنوانى
لو كنت بين يديكى الان
لوطاتك على ارضك عابر
وغرست علمى واستقريت
فانتى الوطن فانا لن اهاجر
لو كنت بين يديكى الان
لو كنت بين يديكى الان

عالم حقيقى

كحفيد ادم اهوى من شرفة شعرت باختناق ففتحت
ابوابها ام انه مسامى هى التى شعرت بضيق جسدى
المتوارى فى زجاجه اختنقت من غطاء
جلست مع نفسى خيفة من نفسى ولا اعلم فى ماذا افكر
اسمع صوت الرياح يصرعنى ليس تلك الرياح انما رياح المستقبل
استيقظت على صوت احدهم
فى تلك اللحظة
صائحا
حان وقت الاستيقاظ
استيقاظ ممن ولماذا هل انا مضطر؟!
فقط تنهدت وهرولت الى مرآتى لاتاكد اننى ما زلت هنا
ما ادهشنى بالفعل اننى ما زلت نائم على سريرى ونفس الشخص
يحاول جاهدا ايقاظى
ذهبت ولم اكترث فانا هنا
وفجاه صرخات ونحيب وازدحم المكان حول جسدى النائم
وانا ارقبهم ضاحكا بسخرية
يوما ستنادون كما انادى
لكنكم لن تفضلون الاستيقاظ فى تلك اللحظة
فقط ستذهبون الى عالم
بلا احلام
عالمكم الحقيقى